يواجه المدرب الجديد سفيان الحيدوسي تحديات بالجملة في مروره الخامس على النادي البنزرتي، فمثلما كان منتظرا ارتأت هيئة سمير يعقوب الاستنجاد بالحيدوسي على أمل تجاوز الخيبات التي رافقت عماد بن يونس وسامي القفصي وأخيرا المدير الفني للشبان نجم الدين أمية الذي قاد الفريق في المباراة الأخيرة ضد اتحاد بن قردان دون أن ينجح في إيقاف السلسلة السلبية، وجاء التعاقد مع الحيدوسي كمحاولة لإنقاذ الفريق الذي يعرف جيدا خباياه ليكون أمام مسؤولية كبيرة تجاه الجماهير التي تعول على خبرته لتحقيق الاستفاقة المنشودة.
ولن تكون مهمة الحيدوسي سهلة بالمرة وقد وصفها البعض بـ»الانتحارية»، نظرا لقبوع الفريق في المركز الأخير بعد مرور ثلث جولات البطولة وبرصيد أربع نقاط من جهة وللضغوط الكبيرة وحجم المشاكل التي يعاني منها زملاء اشرف كرير من جهة أخرى ليكون حجم الانتظارات من المدرب الجديد القديم كبيرا والذي سيتولى مهامه في الوقت المناسب بحكم ركون البطولة الى الراحة ليحاول المرور الى السرعة القصوى في العمل من خلال إصلاح النقائص سريعا وإعادة النظر في عديد المسائل التي تهم الرصيد البشري.
إيقاف نزيف النقاط
سيكون الهاجس الأول للمدرب سفيان الحيدوسي إيقاف نزيف النقاط حيث مازال النادي البنزرتي الوحيد دون انتصار بعد مرور عشر جولات اكتفى خلالها بجني أربع نقاط وهو ما يضعه أمام حتمية التدارك بداية من الجولة القادمة باعتبار أن تواصل الهزّات سيعمّق الازمة ويزيد في تعقيد الموقف، وينتظر الفريق الى حدود مرحلة الذهاب خمس مباريات صعبة ضد كل من شبيبة العمران وقوافل قفصة والنادي الإفريقي والنادي الصفاقسي والأولمبي الباجي ليكون الخروج منها بأكبر رصيد من النقاط مطلبا حتميا وخاصة التي ستقام في ملعب 15 أكتوبر الذي لم يعد «غولا» أمام المنافسين في ظل غياب الثوابت المعتادة وسيعمل الحيدوسي على استعادتها سريعا لرسم البسمة على شفاه الأحباء الذين صبّوا جام غضبهم على اللاعبين.
فرض الانضباط
من أبرز التحديات التي ستواجه المدرب سفيان الحيدوسي هي استعادة الانضباط داخل المجموعة وهو عنصر أساسي لأي فريق يسعى لتحقيق النجاح، وعانى النادي البنزرتي من عدم استقرار منذ بداية الموسم بسبب العقوبات التأديبية التي طالت عددا من اللاعبين ممن كانوا في السابق ركائز أساسية وهو ما يبرز بوضوح غياب الانضباط الذي أرسله المدرب ماهر الكنزاري في الموسم وكان من العوامل التي ساهمت في تحقيق حصيلة مرضية في البطولة والكأس، وسيولي الحيدوسي الجانب الانضباطي الاهمية القصوى بما أنه دعامة رئيسية لتحقيق المنشود وإرساء الاستقرار والهدوء في محيط النادي كما سيعمل على إعادة عديد العناصر إلى الجادة على غرار ابراهيم سيسيكو الذي كان أساسيا في آخر مواجهة والذي يملك امكانات فنية متميزة كما وجب إيجاد حلّ للجزائري يوسف الفلاحي الذي ظهر في اللقاء الفارط أثناء اللعب.
حلّ المشكل الهجومي
من أبرز الإشكاليات التي يعاني منها النادي البنزرتي في الموسم الحالي هي غياب النجاعة حيث لم يتمكن خلال الجولات العشر الأولى من تسجيل سوى ثلاثة أهداف ما يفسّر بوضوح النتائج الهزيلة رغم التغييرات المستمرة من مباراة الى أخرى والتي لم تعط أكلها، هذا العجز الهجومي أصبح يشكل عقبة كبيرة ويمثّل عقدة لابد من العمل على حلّها في اقرب وقت ممكن مع وجود لاعبين قادرين على التميز كأحمد العامري وخليل بلبوز وزياد العلوي غير أن الضغوطات والمشاكل الفنية حالا دون إيجادهم طريق الشباك، وسينكب المدرب الجديد على دعم الآليات الهجومية دون إغفال النواحي الفنية بما أن الفريق فقَد مصادر قوته وخاصة على أرضه وهو ما تفسّره الهزيمة الثانية تواليا ضد اتحاد بن قردان.