المنتخبات

المنح المالية للاعبي منتخبات شمال إفريقيا : الـــلاعـب الـتـونـسـي فـي آخـر الـمـراتـب

أنهى المنتخب التونسي مساء أمس، مشواره في تصفيات كأس إفريقيا، المغرب 2025، وكذلك خاض آخر لقاء له في عام 2024، الذي كان صعباً رغم النهاية الإيجابية ولكنه كان عاما للنسيان بالنسبة إلى المنتخب الوطني، الذي دربه أربعة مدربين وهم جلال القادري (5 مباريات) ومنتصر الوحيشي (4 مقابلات) وفوزي البنزرتي (4 مقابلات) وقيس اليعقوبي (مقابلتان)، والحصاد كان مختلفا، فدون اعتبار مقابلة الأمس أمام غامبيا في تصفيات كأس إفريقيا، انتصر المنتخب الوطني في 5 مقابلات منها مقابلة ودية، ومقابلة في تصفيات كأس العالم و3 مقابلات في تصفيات كأس إفريقيا، وقد حقق كل مدرب الانتصار، ولكن القادري هو الوحيد الذي انتصر في لقاء ودي.

وبعيداً عن الحصاد الرياضي، الكارثي، رغم النهاية الموفقة، فإن المنتخب الوطني واجه الكثير من الصعوبات على المستوى التنظيمي مع غياب الظروف المثالية قياساً بالسنوات الماضية، وهو ما كشفه حنبعل المجبري في تدوينة بعد مقابلة الجولة الرابعة أمام منتخب جزر القمر (1ـ1)، عندما أشار إلى أن اللاعب التونسي يعاني كثيرا وكذلك الإطار الفني، وعدم الحديث عن الجامعة يشير ضمنياً إلى وجود تقصير في محيط المنتخب الوطني الذي يفتقد الرفاهية قياساً بما كان يتمتع به سابقاً وخاصة مقارنة بما يحصل عليه لاعبو المنتخبات العربية الأخرى وخاصة في شمال إفريقيا، ذلك أن الأزمة المالية التي تمرّ بها الجامعة فرضت واقعاً صعباً بعد إثارة العديد من النقاط مثل صعوبة تأمين حجوزات في رحلات جوية لبعض اللاعبين وغيرها من المسائل التي لا يمكن في النهاية تأكيدها، بما أن هيئة التسوية نجحت في النهاية في توفير رحلات جوية خاصة للمنتخب الأول رغم ما تكلفه من نفقات.

رقم ضعيف

يحصل اللاعبون على منح يومية قارة في المواعيد الدولية، وقيمة المنح تختلف بلا شك بين النهائيات والتربصات العادية وخاصة مع كأس العالم. لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يتدخل في هذا الجانب ولهذا فإن المشاركة في المونديال مربحة للاعبين والمنتخبات والأندية على حدّ سواء.

في الأثناء، فإن التربصات العادية، تكشف عن فارق كبير في القدرات المالية لمختلف الاتحادات، وذلك من خلال ما تقدمه من منح يومية إلى اللاعبين، ذلك أن اللاعب التونسي يحصل عن كل يوم مبلغ 300 دينار، ويحصل اللاعبون على المنح بالدينار التونسي، وبالتالي يكون اللاعب الذي ينشط في أوروبا مجبراً على صرف المنحة في تونس في حال لم ينفق المبلغ في تونس، وقد تمّ ترفيع قيمة المبلغ مؤخراً.

وقد يبدو المبلغ مهماً ومرتفعاً، خاصة في حال مقارنته بما يحصل عليه عدد من الموظفين في عديد القطاعات، ولكن المقارنة لا تجاوز، فكرة القدم تدرّ على اللاعبين ومختلف الفاعلين مبالغ مالية مهمة من خلال العقود مع الأندية أو المشاركات الدولية، وهو أمر منطقي، غير أن هذا المبلغ لا يعتبر مهماً قياساً ببقية الاتحادات الأخرى المجاورة لنا والتي ترصد مبالغ مالية أكبر بلا شك.

فاللاعب الجزائري، يحصل يومياً على مبلغ 200 أورو، عن كل تدريب يُشارك فيه أي ضعف ما يحصل عليه اللاعب التونسي، ولكن المبلغ يعتبر محدوداً قياساً بما يجده المنتخب الجزائري من دعم من قبل السلطات وكذلك عقود الرعاية التي تعتبر أهم من عقود الرعاية في الجامعة التونسية. كما أن اللاعب المغربي يحصل يومياً على مبلغ 200 أورو، وبالتالي فهو يحصل على ضعف اللاعب التونسي، رغم أن مصدراً أكد أن الاتحاد بصدد تغيير جدول المنح.

أمّا اللاعب المصري، فإنه يحصل على منحة تقدر بـ300 دولار في كل يوم من التدريبات، وهو مبلغ مهم، ولكن الاتحاد المصري يملك أفضل عقود الرعاية في إفريقيا تقريبا، وبالتالي فإن المبلغ يعتبر مقبولا ومنطقياً في الان نفسه. في وقت يحصل فيه اللاعب الليبي على مبلغ مقارب وهو 100 دولار عندما يخوضون مباريات بعيدا عن جماهيرهم و50 دولار في المباريات على ميدانهم ولكن هناك اختلاف في منح المباريات.

وتمنح بقية الاتحادات الأخرى، منحاً إضافية متعلقة أساسا بالنتائج، في حال الفوز خارج القواعد ولكن في تونس لا يحصل اللاعبون على منح الانتصار، ولكن يحصلون على منحة التأهل إلى النهائيات، والتي تختلف حسب البطولات باعتبار أن التأهل إلى كأس إفريقيا لم يعد يُعتبر إنجازاً عكس كأس العالم، وعادة ما يحصل اللاعبون على مبلغ 100 ألف دينار كحدّ أقصى ولكن يتمّ منح اللاعبين نسباً منه حسب عدد المشاركات، وليس الياً، بما أنه في هذه الحالة سيتم منح المبلغ إلى قرابة 40 لاعباً تتمّ دعوتهم.

 

والمقارنة لا تسعى إلى إظهار اللاعب التونسي في موقف الضحية، ولكن بالنظر إلى حجم التهم التي توجه إلى اللاعب الدولي، من كونه «مدلل» ويحصل على امتيازات عديدة وغيرها من المسائل، رغم أن هذا الأمر من حقه، ولكن قياسا بنتائج بقية المنتخبات وباستثناء نتيجة المغرب في كأس العالم فأن اللاعب التونسي يعتبر مناضلاً، كما أن الدعم الذي تقدمه السلطات الرسمية يصنع الفارق حتما، ذلك أن بعض النجوم يحصلون على منح إضافية مع المنتخبات بناء على اتفاق، وبعض اللاعبين يحصلون على مقابل مالي من أجل تغيير جنسيتهم الرياضية، وهو الفارق بين الجامعة التونسية وبقية الجامعات المجاورة الأخرى.