تواصلت السلسلة السلبية للترجي الرياضي الذي عجز للجولة الرابعة عن الانتصار بإكتفائه بتعادل في طعم الهزيمة ضد النادي البنزرتي في مباراة كشفت الصعوبات الهجومية الكبيرة رغم التغيير الحاصل على مستوى الاطار الفني والذي لم يعط أكله حيث فشل زملاء حسام تقا في التسجيل للجولة الثانية على التوالي لتزداد الشكوك قبل «الكلاسيكو» المرتقب ضد النجم الساحلي والذي سيحدّد بنسبة هامة مدى قدرة المجموعة على كسب التحديات وهو ما يبرزه التركيز على هذا الموعد الصعب حيث تتجه النية إلى تأجيل موعد الحسم في إسم المدرب الجديد إلى ما بعد القمة المرتقبة.
وحاول المدرب «المؤقت» اسكندر القصري تعديل الأوتار من خلال القيام بخمسة تغييرات كاملة مقارنة بمباراة الترجي الجرجيسي ومسّت الخطوط الثلاثة دون أن ينعكس ذلك على أداء الفريق رغم السيطرة المطلقة على مجريات اللعب والتي لم تترجم الى أهداف لتزيد إضاعة ياسين مرياح لضربة جزاء في نهاية اللقاء في مضاعفة المشاكل التي لم يحلّها التحسن النسبي بعد دخول الثنائي البرازيلي رودريغو رودريغاز ويان ساس في الشوط الثاني.
دون حلول
كان المدرب القصري واقعيا في تحليله للمقابلة عندما أكد أن الفوز بثمانية أهداف كاملة على ديكاداها كان بمثابة «الشجرة التي حجبت الغابة» باعتبار أن الأداء لم يصل في أغلب المقابلات الى الدرجة المأمولة غير أن الحديث عن غياب الثقة لدى اللاعبين قد لا يستقيم باعتبار أن النتائج الايجابية في بداية الموسم جعلت حجم الآمال يرتفع كثيرا لكن الاختيارات الفنية والتكتيكية وكذلك تراجع أداء الركائز الواضح جعلا الترجي تائها وبعيدا تماما عن مستواه الحقيقي، ولعل فشل يوسف البلايلي في تقديم الإضافة المرجوة في آخر المباريات تأكيد واضح على غياب الحلول كليّا مع الارتهان الى ما يقدّمه النجم الجزائري الذي اكتفى بهدف وحيد في البطولة وكان في الجولة الافتتاحية كما أن أسهمه في تراجع ملحوظ أكدته الأرقام وكذلك الفاعلية التي كانت منعدمة وخاصة في المباراتين الفارطتين.
ويعكس التعويل الكلّي على البلايلي فشل بقية الخيارات في الترجي ذلك أن ترك يان ساس ضمن البدلاء في الشوط الأول حال دون تنويع آليات اللعب رغم اجتهاد الياس موكوانا في الجهة اليمنى خلال ظهوره الأول كأساسي والذي لم يكن في الوقت المناسب كما غابت الحلول من وسط الميدان في ظل فشل معتز الزدام وحسام تقا في صنع الفارق في منطقة النادي البنزرتي الذي كان متقوقعا في الدفاع بينما لم ينجح الظهيران رائد بوشنيبة ومحمد أمين بن حميدة في مساندة الهجوم أو توفير التفوق العددي، ورغم محاولة القصري في الشوط الأول إيجاد الثغرات من خلال تغيير مراكز الثلاثي الهجومي وهو ما حرّر دفاع النادي البنزرتي في غياب الثقل المطلوب والذي أمّنه نسبيا العائد من الاصابة رودريغو رودريغاز في الشوط الثاني دون أن يحقّق الترجي مبتغاه في النهاية.