حوارات

إلياس السخيري : شـخصـية الـبـنـزرتي اسـتـثنائية

سجّل التربص الجاري للمنتخب التونسي على هامش مواجهتي جزر القمر ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا عودة متوسط الميدان إلياس السخيري محترف إينتراخت فرانكفورت الألماني إلى قائمة نسور قرطاج بعد الغياب عن التربص الأخير لأسباب صحية.

ويعتبر السخيري واحدا من الركائز الأساسية في المنتخب على امتداد السنوات الأخيرة بفضل ما يقدمه من عطاء غزير وانتظام في المردود لتمثل عودته في هذا التوقيت بالذات مكسبا بالنسبة إلى الإطار الفني. وتحدث السخيري قبل الحصة التدريبية لأول أمس عن الأجواء داخل المنتخب وكواليس العلاقة مع الناخب الوطني الجديد فوزي البنزرتي بالإضافة إلى أهمية المواجهتين ضد جزر القمر وعديد المحاور والمواضيع الأخرى التي تهم أساسا تجربته في البطولة الألمانية.

كيف تسير التحضيرات لمواجهتي جزر القمر؟

هي أول حصة تدريبية بنصاب مكتمل بعد أن عرفت الحصة السابقة وصول بقية العناصر بصفة تدريجية والأكيد أن الإطار الفني سيرفّع النسق مع اقتراب موعد مواجهة الذهاب ضد جزر القمر، ما يمكن ملاحظته منذ وصولنا إلى مقر الإقامة هو تشديد الإطار الفني على ضرورة التعامل بجدية كبيرة مع المواجهتين ضد منافس يفرض الاحترام ويملك مجموعة واعدة وهامش تطور كبير. نسعى دائما إلى الإنتصار مهما كان اسم المنافس ونعي أهمية الفوز في المواجهتين سواء في رادس أو في الكوت ديفوار، مازالت خيبة «الكان» الأخيرة في الأذهان وأعتقد أن كل اللاعبين واعون بقيمة المسؤولية وبالضغط المسلط علينا من أجل محور تلك الخيبة في أسرع وقت ممكن وهذا لن يحدث إلا بمجرّد الدخول في منافسات إفريقية جديدة وتقديم مستويات محترمة تليق وحجم كرة القدم التونسية والمنتخب التونسي.

  ماذا عن الأجواء في المنتخب في نسخته الجديدة؟

هو التربص الأول بالنسبة لي مع المنتخب تحت إشراف الإطار الفني الجديد بقيادة المدرب فوزي البنزرتي ونحن بصدد الاكتشاف والملاحظة، وأبرز العناوين الكبرى في المنتخب حاليا هو محاولة ضخ دماء جديدة في المجموعة عبر انتقاء أبرز العناصر في البطولة المحلية التي تألقت بشكل لافت وخطفت الأضواء. نحاول دائما كعناصر خبرة وكوادر في المنتخب أن يكون دخولهم في المجموعة من الباب الكبير بما أننا نعمل كعائلة واحدة ولا فرق بين لاعب جديد أو قديم، ذلك أن الأهم بالنسبة إلينا هو تقديم الإضافة وإسعاد الجماهير التونسية. خلال هذا التربص تعرفت على أسماء جديدة من البطولة التونسية على غرار بلال اية مالك أو شهاب الجبالي وأعتقد أن هذا الثنائي يمتلك قدرات مميزة وقادر على تقديم الإضافة وتحقيق الأهداف المنشودة.

  تنافس كبير في وسط ميدان المنتخب فكيف تتعامل مع هذا المعطى؟

صحيح (ضاحكا) أعتقد أنه من الجيّد أن يكون أغلب عناصر وسط ميدان المنتخب في أفضل الحالات وفي فورمة عالية لأن هذا المعطى سيعود بالنفع على المنتخب التونسي، عودة الفرجاني ساسي مهمة جدا بالنسبة إلينا فهو قائد سابق في المنتخب ولاعب من اللاعبين المهمين في تاريخ النسور وأعتقد أنه مازال قادرا على إفادة المجموعة بدليل أنه كان صاحب هدف الانتصار في أول مباراة في فترة التوقف الدولي الماضي ما يعكس مهارات الفرجاني الذي يبقى عنصرا من عناصر الخبرة ومن كوادر المنتخب على امتداد العشرية الماضية. هناك أيضا العيدوني وبن رمضان ورفيع وأسماء جديدة كاية مالك لاعب الإفريقي وبالتالي فإن الأماكن أصبحت غالية في المنتخب التونسي، أحاول في كل تربص تقديم أفضل المستويات من أجل كسب ثقة الإطار الفني الذي يبقى له الحكم الفيصل بخصوص هوية ثالوث خط وسط الميدان لكن ما يمكن التأكيد عليه أن هامش الاختيار أصبح واسعا في المنتخب والحلول وافرة بالنسبة إلى الناخب الوطني ومساعديه.

على ذكر الناخب الوطني .. كثر الحديث عن الطباع الحادة للبنزرتي فما رأيك؟

ليست المرة الأولى التي أتدرب فيها تحت إشراف فوزي البنزرتي الذي يبقى شخصية استثنائية بكل المقاييس ومهما تتالت الأعوام والسنوات فإن الرجل وفي لعاداته ولطباعه الخاصة.. فوزي البنزرتي من المدربين الذين يملكون شخصية قوية ويرغب دائما في فرض الانضباط ويحاول إخراج أفضل نسخة من كل لاعب فوق الميدان. جميعنا يعرف البنزرتي تقريبا باستثناء بعض الأسماء على ما أعتقد وبالتالي فإنه لا إشكال في هذا السياق وشخصيا أنا بصدد إعادة اكتشافه مجددا وأؤكد دائما أنه مدرب مميز وشخصية استثنائية في كرة القدم التونسية فيكفي القول أنه المدرب الأكثر تتويجا بالألقاب وصاحب نجاحات كبيرة محليا وإفريقيا.

خروجك مع بداية الشوط الثاني في مواجهة البايرن اختيار فني أم لأسباب صحية؟

 

لم أكن في أفضل حالاتي خلال مواجهة بايرن ميونخ في البطولة الألمانية، ذلك أنني تعودت على التألق في المواجهات الكبرى ضد أندية الصف الأول وهذا لم يحدث في مواجهة البايرن وأعتقد أن خروجي مع بداية الشوط الثاني كان اختيارا فنيا بالأساس من المدرب رغم أنني لا أنكر وجود بعض الأوجاع التي لم تمنعني من تلبية دعوة الإطار الفني للمنتخب وتسجيل حضوري في هذا التربص. أشعر أنني في وضع أفضل حاليا والمؤكد أنني سأعود بقوة مع فريقي فرانكفورت في بقية الجولات وهناك وقت كاف من أجل التدارك وتعويض تراجع أدائي في لقاء البايرن. المهم أننا لم ننهزم في تلك المواجهة وهذا هو المطلوب بالنسبة إلينا حيث خطفنا هدف التعادل في الدقائق الأخيرة ما يعكس تركيز كل اللاعبين حتى نهاية المقابلة وشخصيتهم القوية عبر النجاح في العودة ضد المتصدر. نملك طموحات كبيرة هذا الموسم بعد أن حققنا بداية مميزة خلال أول 6 مقابلات في البطولة وتفصلنا نقطة واحدة عن المركز الأول حاليا.