على هامش مواجهة الجولة الأخيرة ضد الترجي الرياضي حيث حضر اللاعب الجديد لنادي شاختار الأوكراني مدافع المنتخب التونسي علاء غرام بالزي المدني لتحيّة الجماهير وحضور المباراة الأخيرة لفريقه قبل السفر إلى أوكرانيا وانطلاق مشوار جديد مع النادي الأصفر. التقته جريدة «الصحافة اليوم» حيث تحدث في حوار مطول حول كواليس المفاوضات مع الفريق الأوكراني والعروض الأخرى التي وصلته وحقيقة الانضمام إلى الترجي الرياضي فضلا عن طموحاته في تجربته الجديد. علاء غرام كان صريحا إلى أبعد الحدود حيث فتح قلبه وعاد إلى ذكريات الماضي والصعوبات التي عاشها والتضحيات التي قام بها من أجل تحقيق حلم الطفولة واللعب في أوروبا فضلا عن عديد المحاور والمواضيع التي تكتشفونها تباعا في الحوار التالي.
± كيف انطلقت المفاوضات مع شاختار؟
المفاوضات كانت سرية وخيّرنا عدم الافصاح عن أي تفاصيل لوسائل الاعلام قبل الوصول إلى اتفاق نهائي وفي الامتار الأخيرة من الصفقة، في الحقيقة اتعظت من الأخطاء التي قمت بها في الميركاتو الشتوي ولم أرد تكرار سيناريو الصفقة الروسية والتداول الإعلامي ودخول عديد الأطراف على الخط ما عطّل عملية احترافي في تلك الفترة. الحمد لله حققت حلمي وسأخوض أول تجربة احترافية في بطولة أوروبية محترمة مع فريق يملك تقاليد وتاريخ كبير على الصعيد المحلي فضلا عن خوضه لمنافسات دوري الأبطال بصفة دورية في انتظار تثبيت أقدامي وتأكيد مهاراتي وخصوصا تطويرها نحو الأفضل.
± قبول عرض شاختار .. مادي أم رياضي؟
كانت بحوزتي مقترحات وعروض رسمية أخرى سواء أوروبية أو بالأخص خليجية لكنني خيّرت الجانب الرياضي في الوقت الراهن مع محاولتي قدر الامكان أن يستفيد النادي الصفاقسي من صفقة محترمة من الناحية المادية .. الطريف أن عرض شاختار لم يكن مطروحا منذ البداية وكنت على وشك الإمضاء لفريق آخر قبل أن تأتي مستجدات بنسق متسارع حيث لم تستغرق المفاوضات وقتا طويلا لنصل إلى اتفاق رسمي توّج بامضاء العقود في ظرف زمني وجيز. شاختار فريق عريق في أوكرانيا وأوروبا والأكيد أنه سيمثل محطة أولى نحو تجـــارب أخـــــرى لكـــنني أطمح في البداية إلى التألق مع هذا الفريق الذي منحني الثقة وامن بقدراتي ومن الضروري اثبات جدارتي بتقمص قميصه.
± تحدثت عن العروض فما حقيقة الانضمام إلى الترجي؟
أحترم كثيرا الترجي الرياضي وإدارته لكن لم يصلني أي عرض رسمي من النادي والأمر لم يتجاوز وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فقط.. مع احترامي لجميع النوادي التونسية لكن في تونس لن أتقمص غير زي النادي الصفاقسي ووحدها الأيام كفيلة باثبات مدى صحة هذا الوعد. عشت وترعرعت في النادي الصفاقسي وفضل هذا النادي كبير على علاء غرام ولن أخون الألوان مهما طال الزمان أو قصر.. صحيح أننا في زمن الاحتراف لكنني لا أتخيل نفسي بألوان أخرى غير ألوان النادي الصفاقسي حتى أن عائلتي قد تقاطعني في حال اللعب مع فريق اخر في تونس (ضاحكا).. أكثر من ذلك أن واثق من العودة يوما ما إلى النادي الصفاقسي وأرغب في انهاء مشواري الكروي من حيث بدأت.
± ماهي أهدافك في التجربة الجديدة؟
مثل أي لاعب يخوض أول تجربة احترافية في أوروبا أتمنى التوفيق والنجاح واللعب منذ البداية لكسب ثقة الاطار الفني وحجز مقعد في التشكيلة الأساسية حيث لا أعتقد أن هذا المعطى سيكون بالسهولة المتوقعة لكنني مقبل على تحد من نوع خاص. مثلما يعلم الجميع سيخوض فريقي منافسات دوري الأبطال في الموسم المقبل وأتمنى اللعب ضد أعرق الفرق الأوروبية على غرار ريال مدريد وباريس سان جرمان فمواجهتها يمثل حلما بالنسبة إليّ وأرغب في جعله واقعا جميلا ولم لا التألق أمامها وتقديم أفضل المستويات فنيا وبدنيا.
± كيف تقيّم مستقبل النادي الصفاقسي؟
كل المعطيات تؤكد أن مستقبل النادي الصفاقسي أفضل من حاضره حيث أن الهيئة المديرة الحالية برئاسة عبد العزيز المخلوفي تعمل ليلا نهارا من أجل اعادة النادي إلى سالف اشعاعه، الثابت أن الترشح وضمان مقعد في كأس الكاف الموسم المقبل سيزيد جميع الأطراف رغبة في انجاح الموسم المقبل. ما هو مؤكد أن النادي سيرفع عقوبة المنع من الانتداب وسيعزز صفوفه بصفقات مميزة وتوفير جميع ممهدات النجاح ولم لا قد نجد النادي الصفاقسي على منصات التتويج في الموسم المقبل. قمنا بمرحلة إياب محترمة للغاية في «البلاي أوف» تحت قيادة المدرب محمد الكوكي الذي اعاد الثقة إلى المجموعة وجاء في التوقيت المناسب رغم صعوبة المهمة في البداية وبهذه المناسبة أوّد تقديم الشكر أيضا للمدرب نبيل الكوكي الذي قمنا معه بعمل كبير وتحضيرات محترمة وعلى أعلى مستوى في الصائفة لكن في بعض الأحيان لا تسير الأمور مثلما نخطط لذلك. يملك النادي الصفاقسي مجموعة متجانسة من الأسماء التي ترغب في التألق واعادة النادي إلى مدار الكبار وببعض الانتدابات في المراكز التي سيحددها الاطار الفني سيكون النادي الصفاقسي على السكة الصحيحة.
± رسالتك إلى الجماهير؟
لن أنسى فضل النادي الصفاقسي وجماهيره على علاء غرام، النادي بيتي وجماهيره عائلتي وصدقني لا أملك الكلمات لوصف الأحساسيس التي عشتها لحظة توديع الجمهور في مواجهة الترجي الرياضي .. لم يكن من السهل أن تمتلك حب الجمهور إلا بفضل التضحيات والعمل الكبير الذي قمت به على امتداد هذه السنوات وعشت عديد الظروف واللحظات الصعبة التي لن أنساها وساهمت في بناء شخصيتي وعلمتني الكثير منذ بداية مشواري الكروي، أنا متأكد من العودة يوما ما والحمد لله أنني غادرت من الباب الكبير وهو الهدف الأول بالنسبة إلي والحمد لله أن فريقي استفاد ماديا من هذا الانتقال. عاش النادي الرياضي الصفاقسي وعاشت جماهيره دائما وأبدا والمؤكد أنني سنجتمع يوما ما في المستقبل.