تزامن تراجع نتائج الترجي في الجولتين الفارطتين من البطولة واللتين سبقهما فوز صعب على مستقبل سليمان مع غياب النجاعة عن النجم الجزائري يوسف البلايلي الذي وضع بصمته في المباريات التي سبقتها عندما سجّل ستة أهداف كاملة وبطرق فنية متميّزة ضد اتحاد تطاوين وديكاداها الصومالي ذهابا وايابا ليعلن عن نفسه بقوة في تجربته المتجدّدة مع «الأحمر والأصفر» ويقدّم مؤشرات حول قدرته على إعادة الامجاد السابقة مع محافظته على قدراته الفنية التي جعلته واحدا من أفضل اللاعبين في القارة خلال السنوات الأخيرة، ولئن غاب البلايلي عن لقاء مستقبل سليمان بسبب عودته الى بلاده وتقديمه تمريرة حاسمة ضد نجم المتلوي فإن إضافته لم تكن كبيرة ليتزامن ذلك مع هبوط في الأداء الجماعي لفريق باب سويقة الذي فشل في مواصلة عروضه الباهرة والتي كان للاعب الجزائري مساهمة كبيرة فيها ما يؤكد وزنه في المنظومة الهجومية، ولم تكن الأيام الأخيرة سعيدة للبلايلي بحكم تجاهله مجددا من مدرب منتخب بلاده فلاديمير بيتكوفيتش الذي أكد أن اللاعب مطالب بمواصلة العمل للعودة الى القائمة لتكون المرحلة القادمة مهمة للجناح الأيسر من أجل الردّ بقوة وتأكيد جدارته بنيل مكان مع «محاربي الصحراء» مع ارتفاع النسق في أعقاب الراحة الدولية وخوض مواجهات أقوى مع الترجي ستعطي حكما حقيقيا حول قدرته على كسب التحدي الجديد.
الحلّ الفردي غير كاف
اصطدم الترجي بمنافسين أفضل من ناحية الجاهزية والقدرات الجماعية في الجولات الأخيرة بعد أن كان في فسحة في المواعيد التي سبقتها ليحسم انتصاراته بسهولة، كما وجدت «مفاتيح» لعبه صعوبة كبيرة لفرض نفسها وتأكيد تألقها وهو ما برز بشكل واضح مع يوسف البلايلي الذي حاول صنع الفارق دون أن يجد ثوابته المعهودة في غياب المساندة المطلوبة وكذلك عدم ظهور البرازيلي يان ساس بمستواه المعهود لتتعطّل «الماكينة» الهجومية ويأتي الحلّ من الكرات الثابتة التي تعتبر من النقاط القليلة التي حسّنها المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو مقارنة بالموسم المنقضي.
ولا يمكن للبلايلي أن يصنع الربيع بمفرده طالما أن التألق الفردي لن يكون كفيلا بتجاوز العقبات الصعبة التي تنتظر الترجي محليا وقاريا وهو ما تأكد في الموسم الماضي إذ لم يكن الارتهان الكلّي ليان ساس كفيلا بإحراز النجمة الخامسة في رابطة الأبطال ليصبح تعديل الأوتار من الناحية الهجومية مطلوبا في الفترة القادمة رغم غياب ما لا يقلّ عن تسعة لاعبين بسبب التزاماتهم مع منتخبات بلدانهم، وبات توظيف قدرات البلايلي في صالح المجموعة ضروريا لإيجاد الحلول الهجومية بدل التعويل على الامكانات الفردية مثلما كان الحال سابقا مع حمدو الهوني فعامل السنّ لا يساعد النجم الجزائري على القيام بدور كبير من الناحية الدفاعية ليكون الارتكاز عليه مقتصرا في الجانب الهجومي وهو ما تأكد في المباريات الفارطة.