الرابطة الأولى

بيتوني ينجح في مـعركة الـمـيـدان ورهان الانضباط

 حصد النادي الإفريقي الانتصار الرابع في مستهل منافسات الموسم الجديد ليحقق العلامة الكاملة في بداية البطولة كأفضل سيناريو وهدية للنادي على هامش عيد ميلاد تأسيسه،

المعطى الثابت حاليا أن الفرنسي دافيد بيتوني مدرب النادي الإفريقي والمدرب المساعد السابق لريال مدريد الإسباني قد أضاف نقاطا مهمة إلى عداده ورفع سقف التطلعات عاليا، ذلك أن جماهير نادي باب الجديد لم تتوقع هذه البداية المثالية والعلامة الكاملة رغم الميركاتو المحترم الذي قام به الفريق في سوق التعاقدات الصيفية. لكن المدرب بيتوني نفسه قد وضع بصمته منذ بداية المشوار بما أن الإفريقي أعاد اكتشاف نفسه وعاد إلى ثوابت لعبه عبر الاحتفاظ بالكرة والسيطرة على منافسه سواء في رادس أو خارج القواعد، صحيح أنه من المبكر الحكم على عمل الإطار الفني ومدى قدرة النادي على الذهاب بعيدا هذا الموسم والمنافسة على الألقاب لكن المؤشرات الأولية إيجابية للغاية وتمنح الإفريقي جرعة ثقة من أجل مزيد التقدم بخطى ثابتة وهدوء حتى يستعيد نادي باب الجديد عافيته تدريجيا ويعود إلى الواجهة محليا قبل التفكير في اللعب إفريقيا في الموسم القادم. ويبدو أن الفترة المقبلة ستكون أصعب بلا شك بل أكثر من ذلك فإن مواجهات الجولات القادمة ستجعل جميع الأطراف قادرة على الحكم على النادي الإفريقي في نسخته الجديدة بما أنها ستضعه أمام منافسين من الصف الأول بمواجهة النادي الصفاقسي والاتحاد المنستيري وغيرهم من الفرق وبالتالي فإن هذه المقابلات ستمثل الاختبار الأهم بالنسبة إلى الإفريقي الجديد.

وما يحسب للمدرب بيتوني هو التنويع في خياراته الفنية والتركيبة في بعض الخطوط والتعامل مع الغيابات بذكاء دون إيجاد صعوبات تذكر، صحيح أن الرصيد البشري يمنح المدرب هامش اختيار أوسع لكن خياراته الفنية والتعامل مع الرصيد البشري بذكاء وضع الإفريقي في مأمن ووضعية مريحة مقارنة ببقية منافسيه الذين تعثروا منذ بداية المشوار.

صفة مهمة

على صعيد آخر، وبعيدا عن الجوانب الفنية فإن «بروفيل» المدرب الفرنسي دافيد بيتوني مناسب جدا للنادي الإفريقي الذي نجحت هيئته التسييرية في عملية «الكاستينغ»، ذلك أن هذا المدرب قد فرض الانضباط في الرصيد البشري للنادي الإفريقي وأكد من خلال عديد المعطيات والوقائع أنه لا يعترف بالأسماء وأن الأماكن لا تهدى في التشكيلة الأساسية والمقابلات الرسمية. وانطلق مسار فرض الانضباط عبر إنزال متوسط الميدان غيث الصغير إلى قسم النخبة ومعاقبته ماليا بسبب الحضور متأخرا في التمارين، كما أن المعلومات التي بحوزتنا تؤكد أن اسما إضافيا قد تمت معاقبته داخليا بسبب المعطى ذاته وقد غاب عن المواجهة الأخيرة وهو ما يؤكد أن النادي الإفريقي يمتلك مدربا منضبطا على جميع المستويات وقد نجح في معركة الانضباط إلى أبعد الحدود ويسعى إلى وضع كل اللاعبين على نفس المسافة. ويبدو أن هذه المواصفات أدخلت الإفريقي في «ديناميكية» الانتصارات المتتالية ومن العوامل المساهمة في نجاحاته في بداية الموسم الجديد، وقد أثبت بيتوني في عديد المناسبات أنه مدرب لا يعترف إلا بالجاهزية والمردود على الميدان بدليل إبقاء الخضراوي على بنك البدلاء في مواجهة «العكارة» الأخيرة فهذا اللاعب لم يقدم الاضافة في مباراة قوافل قفصة فخيّر اراحته خصوصا وأنه لم يستعد كامل جاهزيته منذ الإصابة التي تعرض إليها في تربص المنتخب الأخير وبالتالي فإن الخضراوي الذي يمثّل واحدا من أهم الحلول الهجومية في حسابات مدرب الإفريقي وجد نفسه سريعا على بنك البدلاء في رسالة مشفرة لبقية الأسماء.

 

ويحتاج النادي الإفريقي إلى ممارسات مماثلة ومدرب بهذه العقلية الأوروبية بعد أن عانى في المواسم الأخيرة من عديد مظاهر غياب الانضباط والتسيّب داخل المجموعة وبالتالي فإن المدرب بيتوني قد جاء بعديد التحديات منها الرياضي ومنها أيضا تغيير العقلية وبناء فريق قادر على الذهاب بعيدا في جميع المسابقات وهو ما أكد بيتوني بنفسه خلال الندوة الصحفية التي تلت مواجهة الجولة الرابعة ضد الترجي الجرجيسي وبالتالي فإن كل هذه المؤشرات تؤكد أن الإفريقي حاليا على السكة الصحيحة.