متفرقات

فرق العاصمة: مئات الملايير وانتدابات عالمية وخسائر بالجملة

اجتمعت الفرق العاصمية الثلاثة، وهي مولودية العاصمة وشباب بلوزداد واتحاد العاصمة، على ضخ الملايير بالعملتين الوطنية والصعب في سوق التنقلات، ونوعت بشكل غير مسبوق بين لاعبين جيء بهم حتى من أمريكا اللاتينية ومدربين من كل مكان، ناهيك عن التربصات الخارجية، وبعد هذا الهرج والمرج، عادت لتجتمع، ولكن هذه لمرة في الخسارة، أمام فرق متواضعة لم يسبق لأي منها وأن بلغ أدوارا متقدمة من كأس إفريقيا للأندية وفي مجملها لعبت على أرض محايدة، وهو ما أدخل الخوف على أنصار الفرق الثلاثة المقدرة بمئات الآلاف، الذين تساءلوا عن مصير أنديتهم عندما تواجه فرق المستوى الأول في إفريقيا، هذا إذا تمكنوا جميعا من التأهل لدور المجموعات.

صحيح أن الفرق الثلاثة لم تتمكن من توظيف كل لاعبيها الجدد، لكن اسم الفريق وما يمتلكه من جمهور، واسم المنافس هو الذي أدخل الشك وبقوة في قلوب المناصرين.

وأكثر المتشائمين من أنصار مولودية العاصمة لم يكن يتصور خسارة فريقه، وأكثر المتفائلين كان يظن أن ناديه بإمكانه الفوز وبالثقيل في تونس، أمام فريق المنستير الذي أجبرته الكاف على الاستقبال في ملعب رادس بالعاصمة التونسية الكبير، والذي من المفروض أن يساعد المولودية وليس المسنتير. المولودية المستفيدة من الآلاف من المناصرين، لم تقدم العرض الكروي المنتظر، فعجزت عن فعل أي شيء قبل تلقيها للهدف الوحيد، ثم عجزت عن الردّ على هدف الفريق المنافس، وعلى المولودية توظيف كل قواها لقلب الطاولة على المنستير، لأن مدرسة الدفاع التونسي كانت دائما مستعصية على اللاعبين الجزائريين. ولم يفق العاصميون من صدمة المولودية في ملعب رادس، حتى فتح نفس الملعب جرحا آخر، عندما لعب اتحاد العاصمة ضمن كأس الكونفدرالية وتلقى هدفا في الربع ساعة الأخير، من فريق تونسي، من المستوى الأخير، بالرغم من أن الاتحاد سيطر على المباراة طولا وعرضا وأتقن كل شيء سوى الأهداف، ولن تكون المباراة الثانية والتي سيطير عبرها الاتحاد إلى عاصمة الغرب وهران، سهلة، فتسجيل هدفين دون تلقي أي هدف، هي من الأمور الصعبة والمعقدة دائما، عندما يكون المنافس تونسي.

ولأن “المصائب الكروية” لا تأتي فرادى، فإن شباب بلوزداد سار على درب جاريه الاتحاد والمولودية، حيث خسر أمام فريق من بوركينا فاسو بهدف نظيف، والمصيبة أن المباراة لُعبت في أرض محايدة في مالي وعلى أرضية من العشب الاصطناعي، ومع ذلك لم يقدم البلوزداديون على الأقل ما كان منتظر منهم، وقد تكون مهمة رفقاء إسلام سليماني الغائب، أسهل في لقاء الإياب أمام فريق من بوركينا فاسو، عكس الداربيات المعقدة التي تنتظر المولودية وسوسطارة.

 

لقد عاش أنصار الفرق العاصمية الثلاثة، صيفا متميزا، عن أخبار الاستقدامات وعن الملايير المدفوعة وعن انتدابات لم يسبق لها مثيل، وبدا الجميع على قناعة بأن ما حدث هو تمهيد ليس لألقاب وبطولات وكؤوس محلية، وإنما من أجل التتويج بالألقاب الإفريقية، ولكن ما حدث في يومين، أمر مرعب فعلا من فرق تسيرها أكبر المؤسسات في الوطن.