هي رئيسة جامعة التنس والنائبة الأولى لرئيس الإتحاد العربي للعبة .. شخصية مميزة صنعت لنفسها إسما بارزا على الساحة الرياضية بفضل تتالي النجاحات التونسية ونزعتها القيادية منذ صعودها إلى جامعة التنس.. سلمى المولهي ضيفة "الصحافة اليوم" في حوار مثير كشفت من خلاله اخر المستجدات بخصوص الحدث واستضافة تونس لأول بطولة من فئة 250 نقطة تحت اسم "بطولة الياسمين".
أين وصلت التحضيرات لبطولة "الياسمين" فئة 250 نقطة؟
الحمد لله نسق التحضيرات حثيث وسريع للغاية حيث أتممنا إعداد المدارج التي تبلغ طاقة استيعابها حوالي 2500 متفرج ومن المنتظر أن يكون الملعب الرئيسي جاهزا وبمواصفات عالمية موفى شهر أوت القادم حيث يفترض أن تحتضن تونس منافسات كأس دافيس التي ستكون بروفة أولية واختبارا لمدى جاهزيتنا من جميع النواحي لإحتضان حدث عالمي لأول مرة من نوعه في بلادنا. وبالتوازي مع العمل الميداني بخصوص الأمور اللوجيستية في علاقة بالبنية التحتية والتنظيم فإن مجهوداتنا تضاعفت في الفترة الأخيرة من أجل السهر على كل كبيرة وصغيرة حيث يفترض أن تقام جميع المقابلات ليلا بما أن شهر أكتوبر هو شهر عمل وعودة التونسيين إلى المنازل لن تكون قبل الخامسة مساء وبالتالي فقد اخترنا تنظيم جميع المقابلات ليلا حتى يتسنى للجماهير أن تكون حاضرة لدعم ممثلة تونس والعرب أنس جابر فضلا عن حضور فعاليات الحفلات التنشيطية التي ستقام خلال الدورة.
مقابل ذلك هل هناك دعم من الدولة وإيمان بقيمة الحدث؟
عكس السنوات الماضية التي عانينا فيها صعوبات بالجملة من جميع النواحي ولم نتمكن من تنظيم هذه البطولة التي تعتبر حلما وتحديا شخصيا بالنسبة إلي، فإن الدولة حاضرة في دورة "الياسمين" حيث لمسنا دعما كبيرا من وزير الشباب والرياضة الذي أبدى رغبته وحرصه على تنظيم هذه البطولة في موعدها فضلا عن رئيسة الحكومة السيدة نجلاء بودن التي تبنت المشروع وآمنت به واطلعت على تفاصيله بشكل مباشر حيث تحدثت مطولا مع النجمة التونسية أنس جابر بخصوص البطولة ومن المنتظر أن تضع الدولة جميع طاقاتها وإمكانياتها من أجل إنجاح الحدث. هو إستحقاق رياضي عالمي سيعكس صورة تونس في المحطات العالمية على اعتبار أن جميع المقابلات ستكون منقولة تلفزيا ونحن نعمل في هذه الفترة على إيجاد مستشهرين إضافيين ولا ندري فهناك إمكانية لأن تحمل الدورة إسم مستشهر ضخم في حال وجود الإتفاق الذي يضمن المكسب لجميع الأطراف. لمن لا يعلم فقد نزلنا بكل ثقلنا المادي من أجل "شراء" الأسبوع المخصص لهذه الدورة وقد حرمنا الصين من ذلك الأسبوع ونجحنا في الفوز بثقة رابطة اللاعبات المحترفات التي تعتبر شريكا استراتيجيا في هذا الحدث.
هل ستكون المصنفة الأولى عالميا حاضرة في تونس؟
لا أريد استباق الأحداث بخصوص قائمة الأسماء المشاركة ولا أرغب في كشف الأسماء قبل تأكيد مشاركتها بصفة رسمية لكن ما يمكن أن أضمنه للجماهير التونسية أن الحدث سيكون مميزا ورفيعا على جميع الجوانب بما فيه قائمة المشاركات، أنس جابر تملك علاقات قوية مع عديد اللاعبات من "التوب10" وهناك إمكانية كبيرة لتواجد بعض الأسماء التي سنكشفها تباعا مع اقتراب موعد البطولة. دورة الياسمين فئة 250 نقطة وبجوائز مالية تبلغ 250 ألف دولار حدث هام في البلاد وهو خير فرصة للسياحة الرياضية. المؤكد حاليا أننا نعمل على إنجاح الحدث بجميع تفاصيله وهناك مفاجآت بالجملة في انتظار الجماهير التونسية التي ستكون على موعد مع حدث عالمي بجميع المقاييس. حرصنا وسهرنا على هذه البطولة لتتحول من حلم إلى أمر واقع وهي هدية بسيطة للبطلة التونسية أنس جابر التي رفعت العلم التونسي في كبرى المحافل الدولية وفي البطولات التي تستأثر باهتمام العالم بأسره.
تستعد أنس لجولتها الأمريكية فهل وجدت الظروف الملائمة ؟
تم توفير جميع ظروف النجاح للنجمة التونسية التي تخوض استعداداتها للجولة الأمريكية حيث توفرت كل ممهدات النجاح.. أنس وطنية إلى أبعد الحدود وتحرص دائما على التدرب في تونس بمدينة سوسة أو المنستير مثلما تعودت في السنوات الأخيرة ولم تتغير حتى بعد دخول إلى قائمة "التوب10" وحتى عند الوصول إلى المركز الثاني عالميا أو بلوغ الدور النهائي لإحدى بطولات "غراند سلام" فإن الانجازات التاريخية تزيدها عزما وإصرارا على خدمة صورة تونس خارجيا ولا تفوت الفرصة للعودة إلى أراضي الوطن سواء لقضاء أمورها العائلية أو من أجل التدرب. لاعبة في مستواها وقيمتها الفنية والعالمية كان بامكانها أن تختار الإقامة بإحدى الدول الأجنبية والابتعاد عن تونس لكن أنس تصر في كل مرة على مزيد إبهارنا وإلهام الأجيال القادمة والتأكيد على أن المستحيل ليس تونسيا.
كنت من أكثر الأطراف إيمانا ودفاعا عن طاقمها الفني أليس كذلك؟
عشنا أياما صعبة كلما ازدادت الانتقادات بخصوص الطاقم الفني للنجمة التونسية أنس جابر وهنا الحديث عن المدرب عصام الجلالي والمعد البدني كريم كمون، في البداية لا يمكن المرور دون الثناء على الحضور الذهني العالي والصبر الكبير الذي تحلت به بطلتنا أنس جابر لأنها أكثر طرف تحمل الانتقادات وتحدى جميع الأطراف لإثبات قدرته على الوصول إلى العالمية بمنتوج تونسي خالص. وحتى على مستوى الجامعة فإننا نسعى لترسيخ الثقة في الكفاءة التونسية فالمدير الفني تونسي في وقت كان بالإمكان التعويل على خبرات أخرى لكن اصرارنا وخياراتنا كانت في اتجاه دعم الكفاءات الوطنية. عصام الجلالي مدرب كبير وله مسيرة حافلة في عالم الكرة الصفراء صحيح أنه لا يتحدث كثيرا ويحبذ الابتعاد عن الأضواء لكنني لم أشك ليوم واحد في قدرته على الوصول بأنس إلى أعلى المراتب، أما بالنسبة إلى المعد البدني كريم كمون فله طاقة تحمل كبيرة واستطاع تجاوز الانتقادات والأقاويل والتشكيك متغلبا على الجميع بالعمل فقط. صحيح أن كريم زوج أنس لكن في التمارين تختلف المعطيات وكل طرف مطالب بتطبيق عمله على أفضل وجه وهذا هو سر النجاح والتكامل بين الثنائي، كريم يؤمن بمهارات أنس ويعي قدرتها على الوصول إلى مكانة أفضل.
تم انتخابك النائبة الأولى لرئيس الإتحاد العربي فماذا يعني لك هذا الحدث؟
فخر كبير وتشريف للمرأة التونسية أن تضع عديد الدول ثقتها في شخصي لأكون النائبة الأولى لرئيس الاتحاد العربي، ليس من السهل أن تمنح 18 دولة بالتمام والكمال ثقتها في شخصي ولن يزيدني هذا المنصب سوى الإصرار والعزيمة وشحنة معنوية لمواصلة المسيرة. في كل الملتقيات والاجتماعات نلمس فخرا عربيا كبيرا بإنجازات تونس في عالم الكرة الصفراء فيما يتعلق بالبطلة التونسية أنس جابر أو حتى في الأصناف الشابة لأن تونس تملك أسماء واعدة وصاعدة في التنس العالمي. نملك الأبطال في كل الأصناف والمجالات والتطور الكبير فنيا وبدنيا في جميع الأصناف يعكس العمل القاعدي الكبير الذي تبذله جامعة التنس من أجل تطوير اللعبة وتقديم منتوج يليق بقيمة تونس.
وماذا عن المشاريع المستقبلية لجامعة التنس؟
هناك العديد من المشاريع في الفترة القادمة حيث ستحتضن تونس لأول مرة في تاريخها دورة تكوينية درجة ثالثة دولية وهي من أعلى الدرجات وبذلنا مجهودات كبيرة حتى يكون الديبلوم والتكوين باللغة الفرنسية وليس الإنقليزية ما يعني أننا سنستقطب جميع الدول الفرنكوفونية التي ستحل بتونس من أجل هذا الحدث. كما فزنا مؤخرا بشرف اقامة أكاديمية إفريقية في وقت كنا في منافسة شديدة مع جنوب إفريقيا ومصر حيث ينتظر أن تقام هذه الأكاديمية بمدينة سوسة وتعتبر الأولى من نوعها في تونس. نحن ندعم الفئات الشابة ونؤمن بقدرتها على الوصول بعيدا حيث نظمنا تربصا بصربيا للاعبين أقل من 12 عام ونستعد للبطولة العربية وعديد الإستحقاقات الأخرى لكن هدفنا هو البحث عن صيغة للدراسة عن بعد بالنسبة إلى اللاعبين الشبان فمن غير المعقول أن يتواصل الأمر على ماهو عليه .. الشاب بداية من الـ14 عاما يحتاج إلى فترة تحضيرات وبرنامج خاص للتدريبات وبالتالي لا يمكنه التوفيق بين الدراسة والرياضة ما فرض علينا السعي نحو إيجاد حل لهذه المعضلة.
وحتى نلتقي؟
أريد في ختام هذا الحوار أن أشكر كل الأطراف التي وضعت ثقتها في الجامعة التونسية للتنس وفي شخصي .. كل المستشهرين والشركاء الإستراتيجيون لهم مني تحية حارة على مجهوداتهم ودعمهم لمشاريع جامعة التنس .. مازالنا ننتظر المزيد من أطراف أخرى نرغب دعمها لنا وتقديم يد العون حتى نواصل النجاحات .. أنس جابر تستحق الثناء في كل المناسبات لأنه لولاها لما صارت لعبة التنس رياضة شعبية في تونس وأتمنى في الأخير أن ننجح في تقديم وجه مشرف ولائق في تنظيم لأول بطولة فئة 250 نقطة بالشراكة مع رابطة اللاعبات المحترفات.