من المعطيات المهمة للغاية التي أدّت إلى حصول قفزة نوعية هامة في أداء الملعب التونسي بعد مرور عشر جولات من بداية بطولة الموسم الحالي، يبرز في الصورة هذا التحسن الملموس على المستوى الدفاعي، والدليل على ذلك أن الملعب التونسي استطاع أن يتفادى قبول الأهداف في ثماني مباريات إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مباراته الأولى ضد الترجي الجرجيسي والتي خسرها الفريق بعد ذلك بالاحتراز، ولم تهتز شباك الحارس سامي هلال سوى في مقابتلين فقط من بينها ثنائية «قاسية» ضد الترجي الرياضي في ملعب رادس، وما يبرز هذا النجاح الدفاعي أن الفريق تفادى قبول الأهداف منذ فوزه سابقا على مستقبل قابس بهدفين مقابل هدف، حيث خاض بعد أربع مقابلات على التوالي حصد خلالها ثمانية نقاط ولم يقبل خلالها أي هدف، وهذا المعطى يبدو في غاية الأهمية وأثّر بشكل كبير في تحسن النتائج، وهو يدّل أيضا على نجاح الإطار الفني في تكوين نواة فريق قوي للغاية من الناحية الدفاعية، وهذا الأمر لا يتعلق فقط بعناصر الخط الدفاعي رغم التألق الواضح والجلي لكّل من الحارس سامي هلال وثنائي المحور مروان الصحراوي وآدم عروس والظهيرين الهادي خلفة ونضال العيفي، بل أيضا بفضل وجود تركيبة مميزة في وسط الميدان نجحت خلال مواجهة الإفريقي بعد أن حسمت معركة وسط الميدان وفرضت سيطرتها لتخفف الضغط عن دفاع الفريق من جهة، وتثبت أيضا صواب خيارات الإطار الفني الذي غيّر طريقة لعب الملعب التونسي من خلال التركيز المتواصل على الضغط على حامل الكرة وفرض ما يشبه «الحصار» على لاعبي الفريق المنافس في مناطقه الخلفية، وكل هذه العوامل جعلت الفريق يجني ثمار هذا التغير الإيجابي ويجعل خط دفاعه مميزا وقويا ومتماسكا أكثر من أي وقت مضى.