المنتخبات

فشل جديد لمنتخبات الشبان : ضحية اختيارات خاطئة.. واستراتيجية غائبة

عاشت منتخبات الشبان نكسة جديدة في ظرف ثلاثة أيام، فبعد فشل منتخب الأصاغر في بلوغ كأس افريقيا 2025 تكرّر السيناريو مع منتخب الأواسط الذي انهزم ضد نظيره المصري ليفوّت في فرصة مرافقة المغرب الى النهائيات التي بلغ دورها نصف النهائي في آخر نسختين مع المدربين ماهر الكنزاري وعادل السليمي كما بلغ الجيل الفارط الدور الثاني لكأس العالم التي أقيمت في العام الفارط بالأرجنتين. وكان التعادل يكفي زملاء محمد أمين علالة للتأهل في المركز الثاني غير أنهم مروا بجانب الحدث رغم النقص العددي في صفوف «الفراعنة» قبل نهاية الشوط الأول والذي لم تستغله عناصرنا الوطنية لتقبل هدفا حاسما في مطلع الفترة الثانية لم تنجح في الردّ عليه ليكون الخروج مؤلما بكل المقاييس باعتبار أن سيناريو المقابلة الختامية كان لصالح «نسور قرطاج» لكن الخيارات الفنية والتكتيكية حالت دون تحقيق المنشود وأفقدت المنتخب الوطني ثوابته التي جعلته رقما صعبا قبل التصفيات بغياب الفورمة عن الركائز.

… بجانب الحدث

مرّ المنتخب الوطني في ظرف عام من فريق مهاب ولا يقارع الى صيد سهل وهو ما أكدته الدورة التأهيلية التي كانت خلالها النتائج دون المأمول بتحقيق انتصارين أحدهما ضد ضعيف البطولة المنتخب الليبي الذي فشل في تحقيق أي نقطة وآخر ضد الجزائر بعد مباراة دراماتيكية كان من المفترض أن تدعم تقلباتها عناصرنا الوطنية في الجولة الختامية التي عرفت الهزيمة الثانية ضد منتخب البلد المنظم العائد من بعيد حيث تدارك بدايته المتعثرة ليفتك البطاقة الثانية. ودفع «نسور قرطاج» ثمن التحضيرات الضعيفة التي حرمته من رفع النسق في الدورة التأهيلية حيث لم يخض اختبارات ودية تؤهله لتطوير مستواه ورفع جاهزية لاعبيه كما زادت الاختيارات الفنية في تعقيد المهمة من خلال إبعاد عناصر كانت قادرة على تقديم الإضافة كزين الدين كادة الذي يعتبر من الأعمدة الرئيسية لهذا الجيل وقصي معشة ومفاجأة البطولة إياد التويس، ولعل ما عاشه المنتخب الوطني طيلة الدورة التأهيلية من تطورات يعكس الفشل في التحضير والتأطير حيث بقي دون حارس بديل في مباراتين وغادر الظهير الأيسر الياس عرعار المجموعة قبل الجولة الثالثة ليكون هامش الاختيار محدودا بالاقتصار على 20 لاعبا في كل منتخب.

مرآة عاكسة للواقع

 

كان فشل منتخبي الأواسط والأصاغر في التأهل، بعد أن كانا على أعتاب التأهل، مرآة حقيقية لواقع كرتنا في غياب جامعة قارة وإدارة فنية بمقدورهما وضع لبنة النجاح حيث تضررّت عناصرنا الوطنية كثيرا من غياب الاستقرار صلب الهيكل المشرف على تسيير اللعبة كما أن بعض القرارات العشوائية زادت الطين بلّة وهدمت جميع المكتسبات التي حققها منتخب الأواسط على سبيل المثال مع المدرب أنيس البوسعيدي من خلال إقصاء أطراف فاعلة ومساهمة في بناء جيل كان قادرا على المنافسة على التاج القاري لولا سياسة الجذب الى الوراء التي جعلت منتخب الأكابر يلعب بالنار في التصفيات القارية وأثرت على مسيرة المواهب الشابة في رحلة التأهل الى النهائيات. ورغم أن الخيبة كانت كبيرة، فإن الإصلاح مازال ممكنا من خلال دعم جيلي الأصاغر الأواسط المقبلين على إلتزامات هامة على المدى البعيد والاتعاظ من الدروس السابقة بعد أن تاه عديد اللاعبين في الزحام بسبب غياب المتابعة والإحاطة، فالهدف الرئيسي دعم المنتخب الأول بعناصر متميزة ليكون التدارك حتميا في انتظار إرساء مكتب جامعي جديد يضع استراتيجية للنهوض بالشبان الذين ظلوا الحلقة الأضعف في غياب الامكانات.