سيكون من مصلحة الجامعة التونسية لكرة القدم، المرور من الوضع المؤقت إلى الوضع القانوني من خلال إجراء انتخابات تقود إلى تكوين مكتب جامعي مستقل يُشرف على تسيير كرة القدم في تونس، بدل تواصل عمل هيئة التسوية التي يقودها كمال إيدير، التي خسرت تقريبا كل المعارك وشهدت فترتها الكثير من الأزمات والهزّات وطبعا فهي تراكمات ولكن اللجنة فشلت في التعامل معها والوصول إلى برّ الأمان، خاصة في ملف المدرب الوطني فوزي البنزرتي المستقيل منذ أسبوع.
وفي الواقع، وإضافة إلى قيمة أن يكون هناك مكتب منتخب، فإن استمرار عمل لجنة التسوية سيكون مكلفاً على حسابات الجامعة المالية، باعتبار أن هذه الرواتب تدفعها حاليا «الفيفا» ولكن سيتم لاحقا اقتطاع هذه المبالغ من المنح المخصصة لكرة القدم التونسية، ووفق التسريبات، فإن تكلفة وجود الثلاثي حاليا هي قرابة 70 ألف دينار شهرياً ما يعني أن تواصل هذا الوضع خلال الأشهر المقبلة سيكون كارثياً بلا شك على الميزانية باعتبار قيمة هذه المبالغ. وقد تحرك أعضاء اللجنة بشكل ودي من أجل الحصول على تمديد إضافي للمهلة التي حددت في البداية إلى نهاية شهر جانفي المقبل، ولكن كل المعطيات تؤكد أن لا أمل لكمال إيدير والبقية في الاستمرار وأن الاتحاد الدولي فقد يكلف لجنة أخرى تدير كرة القدم التونسية في حال عدم إجراء الانتخابات في الآجال المتفق عليها، وبالتالي من المتوقع أن تنتظم الانتخابات بداية العام المقبل، عبر جلسة أولى لتنقيح القوانين وثانية من أجل التصويت على القائمات وبالتالي تنتهي المرحلة الانتقالية نهائياً وتدخل الجامعة مرحلة الاستمرارية، إلا في حال عجز إيدير عن تنظيم الانتخابات وهو أمر وارد أيضا باعتبار وجود عديد المطبات وخاصة التأخر المسجل في عمل لجنة التسوية التي لم تعلن رسمياً عن تحركاتها بشأن تنظيم الانتخابات رغم أنها المهمة الأساسية بالنسبة إليها، والتي يفترض أن تحظى بدعم كبير من قبلها وأولوية في العمل، وقد تكون بصدد العمل في السرّ ولكن في كل الحالات كان من الأفضل أن تولي هذه المهمة أهمية قصوى إذ من «العار» على الرياضة التونسية أن تكون تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم طوال هذه الفترة.
تحركات
توسّعت دائرة المستشارين لعمل لجنة التسوية بحثاً عن مشروعية أخلاقية، وما يحصل داخل أسوار الجامعة يؤكد وجود رغبة في الخروج بعمل هيئة التسوية عن مهامها الأصلية والمتفق عليها منذ البداية والجنوح بها نحو ملفات أقل أهمية هي أساسا من مشمولات مكتب منتخب، مثل ملف تأمين الملاعب والندوة التي ستنظمها الجامعة في نهاية العام تحت إشراف الكنفيدرالية الإفريقية، وفي هذا الإطار فإن هيئة التسوية ستكون هي المسؤولة عن ملف مشاركة المنتخب الوطني في بطولة إفريقيا «الشان» إذ سيكون من المستحيل على المكتب المنتخب اتخاذ قرار حاسم بما أن الانتخابات ستعقد قبل أيام من ضربة بداية البطولة وإلى حدّ الان لم تعلن اللجنة رسمياً عن قرارها بخصوص مشاركة المنتخب والمدرب الذي سيقود العناصر الوطنية في البطولة وهناك عديد القرارات الأخرى التي يفترض أن يتم حسمها قريبا، باعتبار أن الظرف الزمني يضغط على الجميع ولا بدّ من ترتيب الأولويات.