الرابطة الأولى

الـدّو غــادر الـمـلـعـــب الـتــــونــســي مــن الــبــاب الـكـبـيـر.. فـهـل يـخـرج الـيـوم مـن الـبـاب الصـغير؟

ستكون مباراة النجم الساحلي والملعب التونسي اليوم شديدة الأهمية والخصوصية بالنسبة إلى المدرب حمادي الدّو أنه سيواجه الفريق الذي دربّه الموسم الماضي وقاده إلى تحقيق نتائج مميزة وأهمها التتويج بكأس تونس، والأكثر من ذلك أن الدّو تربطه علاقات قوية ومتميزة مع أغلب مكوناب الملعب التونسي بما أنه ترك ذكريات جيدة للغاية بعد أن ساهم في عودة الملعب التونسي إلى منصات التتويج كما أرسى دعائم ثابتة لفريق مستقر لا تهزّه الأزمات ولا تؤثر فيه المشاكل أو التغييرات الكبيرة على مستوى الرصيد البشري، كما أن الدّو عاش في نهاية الموسم الماضي أفضل لحظات مسيرته التدريبية بما أنه استطاع أن يتوّج جهود الفريق كأفضل ما يكون وحقق عديد المكاسب جعلت أسهمه ترتفع كثيرا وهو الأمر الذي أدى إلى اهتمام الاتحاد المنستيري بالتعاقد معه، قبل أن يحصل الاتفاق بينه وبين النجم الساحلي للإشراف على الفريق مباشرة بعد نهاية تجربته الثرية والموفقة مع الملعب التونسي بمجرد التتويج بكأس تونس، وذلك التتويج جعله يخرج من الباب الكبير بما أن ما تحقق مع الملعب التونسي اعتبره البعض إنجازا كبيرا ومكافأة مجزية للعمل الذي قام به الدّو مع فريق باردو على امتداد موسمين تقريبا. غير أن اختياره خوض تجربة محفوفة بالمخاطر مع فريق عاش على وقع تقلبات عديدة وهزات مستمرة لفترة طويلة كان بمثابة المجازفة الكبيرة من قبل هذا المدرب الذي قبل خوض التحدي الأصعب الذي كان ولا يزال غامضا والنجاح في تحقيقه لا يبدو مضمونا بالنظر إلى الواقع الصعب الذي عانى منه النجم، بل الأكثر من ذلك فإن الدّو ربما استفاد من هذه الوضعية المعقدة التي عرفها النجم وخاصة في الموسم الماضي وتمكن من قيادة الملعب التونسي إلى هزم النجم في عقر داره بنتيجة غير متوقعة ضمن منافسات كأس تونس، لكن اليوم يبدو مسار الدّو مختلفا كلّيا وبعد أن خرج من أبرز المستفيدين من المواجهة الأخيرة بين الفريقين الموسم الماضي عندما كان مدربا للملعب التونسي، فإنه سيواجه اليوم فريقه وهو يعلم جيدا أن أي عثرة من شأنها أن تضع نقطة النهاية لعلاقته مع النجم الساحلي.

مدرب متمرس يتأقلم مع الضغوط

في سياق متصل، من الضروري التأكيد على أن حمادي الدّو عاش خلال تجربته الأخيرة مع الملعب التونسي بعض الأوقات الصعبة، فخلال الموسم الأول كان مهددا بقوة بالإقالة خاصة بعد الهزيمة في مباراة الكأس ضد الترجي، وكاد في منتصف الموسم الماضي أن يفقد منصبه بسبب مرور الفريق بفترة فراغ، لكن رغم ذلك حافظ على ثقة القائمين على الملعب التونسي ونجح في ما بعد إلى قيادة الفريق إلى تحقيق نتائج مرضية في البطولة ثم توّج في نهاية المطاف بكأس تونس، وما عاشه خلال تجربته السابقة يثبت أنه مدرب متمرس يحسن التعامل مع الضغوطات ولا يتأثر كثيرا بالضغوطات، لذلك فإنه سيعمل اليوم في مواجهة فريقه السابق على قيادة النجم إلى الظهور بأفضل أداء ممكن خاصة وأن كل المعطيات الأخيرة يمكن أن تساعده على التعامل بشكل مثالي مع الرصيد البشري ناهيك وأن كل الوافدين تمتعوا بالوقت الكافي للتأقلم مع الفريق واستعادة النسق المفقود، ولهذا السبب فإن فرضية تحقيق النتيجة المرجوة تظل واردة بشدة، والفوز هو السبيل الوحيد الذي سيجعل الدّو يتفادى المزيد من الضغوط وينجو تبعا لذلك من شبح الإقالة المبكرة، أما أي نتيجة مخيبة فإنها تعني بالضرورة خروجه من الباب الصغير بعد أن غادر الملعب التونسي وقدم إلى النجم من الباب الكبير.