متابعة لما نشرناه يوم أمس بخصوص الغموض الذي يحوم حول استراتجية العمل بفريق جمعية جربة واختلاف الرؤى لبن أعضاء الهيئة التسيرية لجمعية جربة, تأكّد صدق حدسنا عندما أشرنا إلى إمكانية انسحاب بعض الأعضاء وأعلن الناطق الرسمي للجمعية ونائب الرئيس الثاني فوزي كريدان لعدم التجاوب مع بعض الأعضاء الذين لا يرغبون في انتهاج سياسة عمل منهجي ومدروس. كريدان جاء بمشروع على المدى القصير والمتوسط من أجل العودة للرابطة 2 والبقاء بها لأنه مكانها الطبيعي. ولكن برنامجه لم يلاق الصدى الطيب لدى من يعتقدون أنّ لهم الحق في التدخل في جميع المسائل ولا يعترفون بالتزام كل طرف حدوده والاكتفاء بمسؤوليته. ولئن حاول بعض اللاعبين القدامى إثناءه عن قراره وعدم ترك منصبه شاغرا, فإنه مصر على الرحيل وهي خسارة للجمعية. وعلى معتمد حومة السوق التدخل السريع لإعادة المياه إلى مداريها وتعيين هيئة تسييرية متجانسة ولها الخبرة الكافية للتسيير.
أخيرا, وجب توضيح نقطة هامة. فعندما أتحدّث عن بعض الأعضاء الذين تنقصهم الخبرة, فذلك ليس للاستنقاص من قيمتهم أو تشكيكا في حبهم للجمعية. أدرك جيدا مدى عشقهم للأخضر والأبيض ولكن بين صفة المحب الولهان والعاشق لناديه والتسيير هناك فرق كبير. التسيير يتطلب الخبرة بعالم الكرة المستديرة وأسرارها وكوابيسها وخفاياها, وهذا يتطلب علاقات كبيرة بأطراف متداخلة وهو ما ينقص هؤلاء في الوقت الحالي. وبالتالي ليس من العيب أن يحتكوا بالمسؤولين القدامى ليكتسبوا الخبرة لتسلم المشعل في ما بعد. وأختم بسؤال لمن يهمّه الأمر : هل تعلمون لماذا سلط صندوق الضنان الاجتماعي خطية طبيرة على الجمعية كان بالإمكان تفاديها بسهولة؟
