سافر الاتحاد المنستيري على الساعة الحادية عشر من صباح اليوم الخميس 19 سبتمبر 2024 في رحلة خاصة الى العاصمة الجزائرية لمواجهة اياب الدور التمهيدي الثاني والذي يجمع الفرق بمولدية العاصمة بعد غد السبت 21 سبتمبر ويضم الوفد 40 شخصا فيما يقوده رئيس الفريق أمير حيزم. وسيكون فريق الرباط في أصعب اختبار على الإطلاق منذ بداية الموسم الحالي عندما ينزل ضيفا على نادي مولدية العاطصمة يوم السبت القادم حيث يهدف إلى تأكيد فوزه في مباراة الذهاب حتى يتمكن من تحقيق حلم الوصول إلى دور مجموعات رابطة الأبطال،
سليمان.. مصدر ارتياح وأمان
سبق وأن أشرنا إلى أن المخاوف سادت كثيرا بعد رحيل الحارس السابق البشير بن سعيد عن الفريق، وهذا الرحيل قابله التعاقد مع حارس متقدم نسبيا في السن ولا يملك خبرة بمثل هذه المواعيد الدولية ونعني بذلك عبد السلام الحلاوي، لكن بالتوازي مع ذلك يوجد ضمن الرصيد البشري حارس شاب بدأت عملية تأهيله لأخذ المشعل منذ نهاية الموسم الماضي بما أنه شارك في مباراة الاتحاد المنستيري ضد الترجي الرياضي وقدّم في المجمل أداء مقبولا ونعني بذلك ابن النجم الساحلي أحمد سليمان الذي استطاع سريعا أن يحظى بثقة الإطار الفني منذ بداية الموسم والدليل على ذلك مشاركته أساسيا في المقابلات الأربع السابقة مقدما مستوى مقنعا ومطمئنا إلى أبعد الحدود والدليل على ذلك تفاديه قبول الأهداف وخاصة في المباراة الأخيرة التي لعب خلالها دورا مؤثرا وهاما من أجل تحقيق فريقه النتيجة المرجوة، ولهذا السبب يمكن التأكيد على أن نجاح الاتحاد ضد الفريق الجزائري مرتبط بمدى قدرة سليمان على الاستمرار في تقديم عروض قوية ومواصلة محافظته على شباكه نظيفة، لكن من المهم للغاية أيضا التأكيد على أن نجاح الاتحاد إلى حد الآن من الناحية الدفاعية مرتبط كذلك بتوصل المدرب محمد الساحلي في اختيار تركيبة دفاعية «متجددة» تضم أساسا فابريس زيغي وفرات السلطاني وكذلك الثنائي الجديد محمود غربال ومالك الميلادي، إذ أن هذين اللاعبين قدّما الإضافة وفرضا نفسيهما ضمن خيارات الإطار الفني بعد أن برهنا على قدرتهما على تعويض رحيل بعض العناصر المؤثرة في السابق على غرار هشام بكار ومحمد علي بن سالم، والأمر الإيجابي في هذا السياق أن قرار الإطار الفني بتغيير تمركز السلطاني من لاعب محوري إلى ظهير أيسر أعطى أكله بما أن السلطاني صنع فوز الاتحاد في اللقاء الأخير بعد أن سجل الهدف الوحيد، وبناء على ما قدّمه الفريق خلال المباريات الأولى من هذا الموسم، يمكن التأكيد على أن وجود ضمانات دفاعية جيدة من شأنه أن يساعد كثيرا على تفادي الصعوبات وعدم قبول الأهداف، وبالتالي تحقيق المهمة والاستمرار في رحلة تأكيد الذات ضمن المسابقة القارية.
أرقام متواضعة ولكن
أما من الناحية الهجومية، فإن الحصاد إلى حد الآن لا يبدو باهرا إلى حد كبير، ذلك أن الاتحاد اكتفى في أربع مقابلات بتسجيل أربعة أهداف فقط، والملاحظة البارزة في ما يتعلق بالأداء الهجومي أن أغلب هذه الأهداف وقع تسجيلها من قبل مدافعين ونعني بذلك فابريس زيغي الذي سجل هدف الفوز في مباراة الذهاب لحساب الدور السابق من رابطة الأبطال ضد فريق بسي التشادي، قبل أن يسجل محمود غربال هدفا في مباراة العودة، في حين حمل هدف الفوز على الفريق الجزائري توقيع الظهير الأيسر السلطاني، أما بخصوص عناصر الهجوم فإن الوافد الجديد إياد خليفة كان الوحيد من بين زملائه في مقدمة الخط الأمامي الذي يتوصل إلى التسجيل إلى حد الآن، وما يمكن تأكيده بهذا الخصوص أن الفريق استمد قوته الموسم الماضي من توهج العناصر الهجومية سواء الذين يشاركون بانتظام أو الاحتياطيين على غرار أنس بوعطي وعدنان اليعقوبي، ومن هذا المنطلق من الممكن طرح بعض الأسئلة بشأن مدى نجاح المدرب محمد الساحلي في تحسين القدرات الهجومية رغم أن الجميع توقع بأن ينتهج الاتحاد أسلوبا هجوميا بحتا مع هذا المدرب الذي جاء بفكر جديد قوامه الاعتماد على أسلوب لعب هجومي بشكل أساسي لكن يبدو أن خروج بلال آيت مالك واستمرار بقاء فيصل المناعي بعيدا عن الحسابات كان من أهم الأسباب التي أفقدت الفريق بعض نقاط قوته من الناحية الهجومية. ووفقا لكل هذه المعطيات من المهم للغاية أن يتطور الأداء الهجومي ويصل الفريق إلى أفضل حالاته بداية من مباراة هذا السبت حتى يكون مؤهلا على جميع الأصعدة لتحقيق النتيجة المرجوة والوصول إلى المرحلة الحاسمة من مسابقة رابطة الأبطال.