المنتخبات

أزمة تُلاحق المنتخب الوطني : الـتهـديـف يـهـدد تـجـربـة الـبـنـزرتي الرابـعة

قـياسا بالمــــقابلات الــسابقة، وخاصة غينيا الاستوائية في تصفيات كأس العالم، فإن المنتخب الوطني وصل إلى منطقة منافسه في أكثر من مرة خاصة وأن بن رمضان نجح في استغلال غياب الرقابة في عديد الوضعيات من أجل خلق التفوق العددي الذي سمح للمنتخب الوطني بأن يجد الفرصة للتصويب ولكن في كل مرة كانت الفرص تضيع بشكل غريب.

ومن الواضح أن المنتخب يعاني من مشكل افتقاد الكرة التونسية إلى هدّاف قادر على صنع الفارق، فخلال المقابلات الأخيرة لعب ياسين الخنيسي وهيثم الجويني وسيف الجزيري وإلياس سعد في دور قلب الهجوم والقاسم المشترك بينهم هو الفشل الذريع في التسجيل، وجاء الدور على علي يوسف المتألق في السويد ولكنه مع المنتخب الوطن لم يكن موفقا بالمرة ورغم أنه أظهر أنه مميز على مستوى التمركز أساسا وطلب الكرة وفتح المساحات، إلا أنه كان فاشلا في إنهاء الهجوم وهو ما يفسر الفشل الذي عرفه في هذه المقابلة وقد يكون الـــضغط الذي سلط عليه جعله مرتبكاً وكذلك خصاله البدنية باعتبار أن ثنائي محور دفاع منتخب مدغشقر أحسن التمركز ويملك قدرات بدنية مميزة.

ومهما تكن تبريرات الفشل الذي رافق علي يوسف خلال هذه المقابلة، فإن النتيجة واحدة وهي ضعف كبير في استغلال الكرات التي توفرت لعديد اللاعبين بما أن علي العابدي ورائد بوشنيبة وهيثم الجويني وغيرهم أضاعوا فرصا، ولكن أن تضيع الفرص أفضل من أن لا يهدد المنتخب الوطني مرمى منافسه.

وكسب البنزرتي خلال هذه المقابلة الأولى له مع المنتخب الوطني الرهان، بما أنه تعهد بمشاهدة منتخب هجومي وهو ما حصل فعلياً فبالنظر إلى الوضع العام الذي واجهه المنتخب، بما أن الثلاثي الذي قاد الهجوم لم يكن مرشحا ليلعب أساسياً، فلا يمكن أن ننتظر من المنتخب الوطني مستوى أفضل من الذي قدّمه في هذه المقابلة الأولى بقيادة عميد المدربين، لأن النفس الهجومي كان حاضراً وهو أمر طبيعي فلم يكن من المنطقي أن يتراجع المنتخب إلى الدفاع خلال هذه المقابلة والحال أنه يلعب على ميدانه أمام منافس ضعيف ولكن تعدد الفرص السانحة للتهديف هو نقطة التحوّل الهامة رغم أن المنتخب لم يصنع فرصاً تذكر من الكرات الثابتة والتي تعتبر عادة نقطة قوة المدرب فوزي البنزرتي، الذي ترك بصمته مع كل الفرق التي دربها في تونس أو في بقية الدول العربية، يفضل حسن استغلال المخالفات أو الركنيات التي تتوفر، وهو أمر قد يتطور مستقبلا بعد أن يكون المنتخب قد تمتع بأسبقية في مشوار التأهل إلى النهائيات وحينها يمكن للمدرب الوطني أن ينفذ كل الخطط والتصورات التي يراها مناسبة.