قبل أقل من ثلاثة أسابيع عن افتتاح أكبر تجمع رياضي في المعمورة ونعني أولمبياد باريس الثالثة والثلاثين التي ستعطى ضربة بدايتها يوم 26 من الشهر الجاري رغم أن بداية منافساتها الفعلية ستبدأ قبل يومين أقامت اللجنة الوطنية الأولمبية حفلا على شرف الرياضيين التونسيين لموعد العاصمة الفرنسية المنتظر.
خلال هذا الحفل تم تكريم أبطالنا وبطلاتنا الذين نجحوا في اقتلاع أحقية تمثيل الرياضة التونسية في اختصاصاتهم بتقديم منح ترشح وهي المرة الأولى التي يتم فيه تقديم منح للمترشحين في تاريخ الرياضة التونسية منذ أول مشاركة عام 1960 بروما.
ويمثل الرياضة التونسية في عاصمة الأضواء 26 لاعبا ولاعبة بالتناصف وهي أول مرة يتساوى فيها عدد الفتيان والفتيات بعد كان عدد الفتيات تجاوز للمرة الأولى عدد الفتيان في دورة طوكيو 2020 بترشح 29 لاعبة من بين 51 مترشحا في 15 رياضة فردية.
وتماشيا مع قرارات اللجنة الأولمبية الدولية التي أقرت منذ دورة طوكيو 2020 حمل أعلام البلدان المشاركة في حفل الإفتتاح من طرف رياضي ورياضية تم الإختيار على لاعبة التجديف خديجة الكريمي التي تشارك للمرة الثالثة في الأولمبياد ولاعب الكانوي كاياك الشاب سليم الجماعي (19 سنة) لرفع العلم التونسي خلال حفل افتتاح دورة باريس يوم 26 جويلية.
ولعل المتابعين عن كثب للرياضة في الحقل الأولمبي يقفون عند مسألة مثيرة تتمثل في ترشح رياضيين لن يشاركا في دورة باريس ونعني بهما أنس جابر التي فضلت الغياب عبر تدوينة نشرتها على صفحتها على منصات التواصل الإجتماعي دون إعلام السلط الرياضية بصفة رسمية وكانت شاركت في ثلاث دورات سابقة خرجت منها من الأدوار الأولى، ثم بطلنا الأولمبي والعالمي أيوب الحفناوي الذي كان الحاضر الغائب خلال حفل تكريم المترشحين باعتباره حامل اللقب وكان مرشحا بقوة للفوز بأكثر من ميدالية في باريس…
وضمن القائمة الجملية للمترشحين المشاركين نجد المصارعة والتايكوندو في الصدارة بلاعبين ولاعبتين ولئن حققت المصارعة التونسية التي سجلت حضورها منذ دورة مونيخ 1972 مشاركة قياسية في الدورة الفارطة بعشرة مصارعين ومصارعات فإن هذه الدورة هي الأفضل على مستوى الحضور بالنسبة لرياضة التايكوندو منذ إدراج هذه الرياضة في برنامج الأولمبياد ومشاركة تونس فيها في دورة سيدناي 2000.
وتشارك تونس عن طريق الفتيان والفتيات في ست رياضات هي ألعاب القوى والمصارعة والتايكوندو والتجديف والسباحة والمبارزة فيما تسجل رفع الأثقال والكانوي كاياك والتنس حضورها عن طريق الفتيان فقط بينما يقتصر الحضور التونسي في الملاكمة والجيدو والرماية والرماية بالقوس والسهم على لاعبة فقط في كل رياضة.
وتعتبر السباحة جميلة بولكباش آخر مرشحة للالعاب وأصغر لاعبة في الوفد التونسي حيث لم تبلغ ربيعها الثامن عشر (مولودة سنة 2006) فيما ستكون بطلة الرماية واللاعبة الوحيدة في التاريخ التي ترشحت في خمس مناسبات رغم أنها تشارك للمرة الثالثة في الألعاب الأولمبية ونعني ألفة الشارني رائدة البعثة التونسية عن سن 40 سنة وهي التي رفعت أسهم الرماية وأعادتها إلى الأولمبياد مع بداية الألفية الثالثة بعد احتجابها دوليا منذ روما 1960 أول وآخر حضور تونسي لهذه الرياضة.
وعلى صعيد آخر فإن معدل أعمار لاعبي الوفد التونسي هو 26 سنة ويتوزع المترشحون التونسيون إلى أربعة لاعبين فقط يشاركون للمرة الثالثة مقابل 11 سيكونون في ثاني تجربة لهم بينما سيكتشف 11 آخرين الأولمبياد للمرة الأولى في مسيرتهم بما يعني أن نسبة 80 بالمائة من المترشحين بإمكانهم المشاركة في قادم الدورات.